انا والسحاب

ايها السحاب

ما اروعك فى علوك 
فى سموك
فانت مثلى الاعلى 
احيانا مكروه 
مع انك تجلب المطر
فى شتاءهم القارس 
فتروى حنطتهم العطشى 
واراضيهم المشققه 
بدونك هم اموات 
ومع ذلك عيونهم مغلقه 
ينظرون تحت اقدامهم 
ينظرون الى متاعب وقتيه فى مجيئك 
ولا يعباؤن بخيرات كثيرة بعد رحيلك 
يريدون شمس الشقاء والجفاف 
بدلا من قطرات الخير والنماء

واحيانا اخرى مرغوب 
بل محبوب 
بل محط الانظار 
وموضوع الانتظار 
فى صيفهم الحارق 
حيث تحجب قسوة شمسهم 
بدونك 
يتعذبون 
يفقدون الراحه 
حينما تاتى فى صيفهم 
ترد نفوسهم 
تنعش قلوبهم 
تبدد عذابهم

كل ما بك جميل 
مياهك عذبه 
ظلالك حلوة 
علوك رائع 
اثرك واسع

علوك ليس كبرياء 
بل سمو ورقى
وحينما تتنازل عن سموك
ورقيك 
تدوسك الاقدام 
بدل ان تراقبك الابصار

ايها السحاب 
كن كما تعودت 
راقيا وساميا
عاليا ومرتفعا 
سواء احبوك 
اوكرهوك 
فقيمتك ليست فى مشاعرهم 
بل فى قطراتك 
واثارك

وسواء طردوك
او انتظروك 
فهم بحاجه اليك 
ولست بحاجه لهم 
ستظل فى سماؤك 
عاليا 
شامخا 
مؤثرا 
وسيظلون فى ارضهم 
اسفل اقدامك

مجرد خاطر لا يعبر عنى 
بل فكرة عابرة