الاثنين، 7 نوفمبر 2011

الجناح المكسور ...من اجمل كتاباتى


الجناح المكسور

انها ماساة طير 
كانت مملكته واسعه ملء السماء
كان حرا 
لاتحده مسافات 
ولا حدود
ولا سدود 
ولا بحار 
ولا انهار

كان حرا بطبيعته 
تمتع بالحريه منذ ولادته
لم يضايقه احد
لم يعترضه احد 
لم يحكمه احد
الا حظه العاثر
وعقله الغائب 
وعينه المغلقه 
وغريزته الخادعه

راى طعاما ملقيا على الارض 
ابتهج وفرح
مع انه لم يكن جائعا
ولا محتاجا 
فقط دفعته الرغبه فى اقتناء المزيد 
مع انه لا يملك مخازن 
ان ينزل من سمائه 
وان يترك عالمه 
ليلتقط ما لا يحتاج 
وكان قراره اسوا قرار 


اذ لم يعرف ان خلف البذار صياد 
مترقب 
مترصد 
متاهب 
لاصطياده 
او قتله 
كنوع من المرح 
او لانه مثله 
لديه اطماع فى المزيد

كانت عينيه مغلقه 
اذ لم يرى االرصاصات مصوبه نحوه 
وفجاة 
بعدما بدا فى الانحدار 
واقترابه من مبتغاه
سمع دوى انفجار 
وفى نفس اللحظه
بدا جسده الضعيف يتهاوى ويسقط 
كان يظنها مخاوف 
ولكنه لم يدرك الفاجعه 
الا عندما نظر الى جناحيه
فاذ هما متالما ن 
ولا يتحركان 
فقط يدميان

وقتها ادرك ان الانفجار 
ما هو الا رصاصات غادرة 
من عدو لا يعرفه 

اصابه فى مفصل جناحيه 
فانكسرت مفاصله 
ولم يعد له اجنحه 
فقط له اقدام 

تتحرك ببط ء
كانت اقدامه بالكاد تحمل جسده 
لم يدرك قيمه جناحيه 
الا بعد ان فقدهما 

لم يدرك قيمه الحريه الا بعد ان جرب سجون العجز 
لم يدرك قيمه السماء الا بعد ان سكن الارض 
لم يدرك قيمه الحياة الا بعد ان شارف على الموت 

جلس مع نفسه 
واسترجع ذكرياته قبل مصيبته
واجه صعوبه شديدة فى ذلك 
كانت الصورة مهتزة فى عقله 
كان طائرا 
حائرا بلا هدف 
وكانت هذه اول كوارثه 
انه بلا هدف
ثم تذكرالبذار الملقاة على الارض 
وكانت هذه ثانى كوارثه 
فمن تعود على الطير فى السماء 
لا ينظر ابدا تحت اقدامه 
ومن تعود السير فى العلا 
لا يتطلع الى النزول للاعماق
ثم تذكرقراره الخاطئ 
بالانقياد لاطماعه وغرائزه 
وبدء السقوط 
وكانت هذه ثالث كوارثه
ان لا يتحرك بفعل غريزة 
سواء احتياج او اطماع 
فالعاقل من يحكم غرائزه 
ولا تتحكم غرائزه فيه 
واخر ما لام نفسه عليه 
هو عينه المغلقه واحساسه المنعدم
بوجود خطر
وتربص عدو 
وكان لا بد ان يتعلم الدرس 
بان يرجع الى نفسه 
ويدرك كم دفع من ثمن غال
من صحته 
من حريته 
من نفسيته 
كان الثمن قارب ان يصل الى حياته نفسها
لم يلم نفسه كثيرا 
لكنه قرر ان يتعلم 
والا يكرر اخطائه 
والا يظل طائرا لا يطير 
والا يستمر صاحب الجناح المكسور
وقال لنفسه 
ساعصب جرحى وانتظر 
انها مساله وقت فقط 
ساستغله فى محاسبه نفسى
ومراجعه طرقى 
حتى استعيد حريتى
وتلتئم جراح نفسى 
وترجع اجنحتى صحيحه 
واعاود الطيران مجددا...
..
...
فى مملكتى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق