الاثنين، 7 نوفمبر 2011

الجنازة والتابوت (قصه ام قاتله )


جنازة.....وتابوت





لست ادرى ما اقول


وليست عندى القدرة لاصف الموقف


فهو مؤلم حقا


انها



جنازة مولود





ولد بعد انتظار


لاب كهل وام شابه


جمعتهما اردة الخالق


بدون مقدمات


ولا سابق ترتيبات






كان الاب الكهل رجلا


حنونا


رقيقا


مماوءا حبا


وعطفا


احب زوجته الشابه


ولم تحبه


عشقها


ضمها


كان لها حصن من غدر الزمان


وهبها قلبه


كان هو كل ما يملك


ولم تقدر


ولم تفهم


كانت تقضى اوقاتها شاردة


ساعه تحبه


واخرى ترفضه


ساعه تنهل من عطفه


وساعه تبغض قربه






لم يشتكى الكهل


ولم يئن


فقط صبر واحتمل


علها تفهم حبه






ومرت الايام


واذا الام حبلى بجنين


كان يولمها نموه


وكان يسعدها وجوده


ولد طفلها


ولكنها ابغضته


رفضته


طلبت فراقه


ورحيله


سئمت صراخه


سئمت ضعفه


وامراضه






طلبت من الكهل ان يقتله


ان يدفنه


كان الكهل مستغربا


متعجبا


اى ام تلك ؟؟


التى ترفض عطيه من الله


وتتمنى لو لم يوجد لها طفل






لم تهتم بمداعبته لها


لم تنظر الى براءته


لم تكترث بمعانقته


ولم تسر برفقته


لم تفطن لتعلقه بحضنها


ولا لشبعه من صدرها


ولا لاحتياجه الى حبها





كانت تستمتع بالاخذ


ولا تهتم بالعطاء


ولم يكن هو هذا بيت القصيد




كان الطفل ينمو بسرعه


وكانت تحترق


كان نموه يزعجها


يذكرها بانها ام


وانه يحتاج لمحبتها


ولحنانها


ورعايتها





وفجاة


فى مشادة كلاميه


ومشاجرة اسريه


امسكت سكينها الحاد


وطعنت الطفل فى قلبه


قائله لابيه


انه بلا قيمه


وانه عديم الفائدة


وان مطالبه زائدة






فوجئ الكهل بابنه ينزف


وبقلبه يدمى


وانفاسه تختفى


وحرارته تنخفض


وجفونه تغمض


وحركته تسكن





وعندما راته امه


وقد قارب ان يفارقها


بدات تدرك جريمتها


واغرقت الدموع ملابسها


كانت تبكى وتنتحب


كانت تئن وتكتئب


ابنى


ابنى


عد الى حضنى




كان الابن ناظرا اليها


فى اواخر لحظاته


محدقا
مستغربا


ومتسائلا


لماذا قتلتينى؟؟


كنت احبك ....


ماذا فعلت بك


حتى تقتلينى


وتحرمينى


من حقى فى الحياة







وبعد ان قتلته


واماتته


ذهبت الى الكنيسه تصلى


ان يرجعه الله اليها


ولست ادرى


هل هذا جنون


ام توبه


ام ندم





ها هو اليوم 
ايتها الام التعيسه


موضوع امامك


وملفوف قدامك


فى تابوت


ساكن


لا يتحرك


لايصرخ


لا يشتكى





ستنظرينه ولا ينظرك


ستلمسينه ولن يلمسك


ستصرخين ولن يسمعك






ستنظرينه


ولن يزعجك صراخه


ولن يؤلمك بكاؤه


ولن تجبرى على اطعامه


ولن تعملى على اسعاده





ستشتاقين لاحضانه ولن تجديها


ستحنين لقبلاته ولن تاخذيها


ستتمنين مرافقته ولن تناليها






فقط ستجدين


ذكرياتك معه


وقسوتك عليه


ورفضك لبنوته


وضجرك من امومته






واما الكهل


فلا يملك الا البكاء


على كنزه الضائع


وابنه المحتضر


وحبه الذى اعطى


لشخص قتل وجوده فى الدنيا


بقتل طفله البرئ




افرحى ايتها الام الشابه


على حريتك


من كهلك


ومن طفلك


اللذان مللتى العيش معهما


وكرهتى رفقتهما


وسئمتى وجودهما


فلن يزعجانك


بعد الان


فقد قررا ان يفارقانك


بلا عودة







تحمل هذه الكلمات بعض الالم والمرارة


جراء حدث مؤلم


لشخص صديق


اعذرونى لمشاعرى


وكلماتى القاسيه


ولكن هذه تعبيراتى


التى لم اشعر الا بها


لاسطرها لكم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق